يوم عاشوراء: أهم 5 أحداث وقعت يوم عاشوراء ولماذا أمرنا الرسول ﷺ بصيام عاشوراء

يوم عاشوراء الحدث الأعظم في تاريخ المسلمين حيث نقدم لكم أبرز و أهم 5 أحداث وقعت يوم عاشوراء ولماذا أمرنا الرسول ﷺ بصيام عاشوراء ولماذا هذا اليوم بالذات ؟؟!!
أبرز واكبر 5 أحداث وقعت يوم عاشوراء
- أولاً: التوبة على أدم عليه السلام.
- ثانياً: نجى الله نوحاً من الطوفان.
- ثالثاً: نجاة موسى من فرعون.
- رابعاً : غزوة ذات الرِقاع.
- خامساً : استشهاد الإمام الحُسين.
مقدمة
موضوعنا اليوم عن يوم عاشوراء , فما هو هذا اليوم ؟ و ما هو فضله ؟ و ما هي أبرز الأحداث التي وقعت فيه ؟!
لقد أنعم المولى جلّ وعلا على عباده بمواسم الخيرات التي تَتَابعُ عليهم فبعد أن صام المسلمون رمضان و جاءت أشهر الحج إلى بيت الله الحرام و أدى المسلمون شعيرة الحج بتوفيقً من الرحيم الرحمن, ها هم الأن في موسمٍ من مواسمِ الخير, كيف لا و هم الأن في سنة هجرية جديدة و في أول شهر منها و شهر الله المحرم, الذي هو أحد الأشهرِ الحُرُم, التي قال الله تعالى فيها: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36).
يوم عاشوراء
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم الذي هو بداية العام في التقويم الهجري, وحين جاء الاسلام وهاجر رسول الله ﷺ وجد أن اليهود يصومون يوم عاشوراء الذي يوافق يوم العاشر من شهر محرم فرحاً بنجاة موسى عليه السلام من فرعون و جنود, قال ﷺ : “أنا أحق بموسى منكم”.
حيث روى الشيخان عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟» قالوا: هذا يوم صالح نجّى الله فيه موسى وبنى إسرائيل من عدوهم، فصامه. فقال صلى الله عليه وسلم: «أنا أحق بموسى منكم» ، فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. (رواه البخاري (2004)، وفي غير موضع من الصحيح، ومسلم (1130)).
وكان ذلك في بداية السنة الثانية للهجرة فكان صيامه واجباً, فلما فُرِض صيامُ رمضان فوَّض النبيُّ ﷺ أمر صيام يوم عاشوراء إلى التطوّع.
وإذا علمنا أن فرض صيام رمضان جاء في السنة الثانية للهجرة فحينها نعلم أن صيام عاشوراء وجوباً لم يقع إلاّ في عامٍ واحد هو السنة الثانية للهجرة.
تقول عائشة رضي الله عنها: فلما قدم ﷺ المدينة صامه -أي عاشوراء- و أمر بصيامه, فلما فُرِضَ رمضان ترك عاشوراء, فمن شاء صامهُ و من شاء تركهُ.
بالفيديو : ماذا حدث يوم عاشوراء ؟! و اهم 5 معجزات حدثت يوم عاشوراء
أبرز واكبر 5 أحداث وقعت يوم عاشوراء
و نذكر لكم في هذا المقال أهم خمسة أحداث عِظام وقعت في يوم عاشوراء, و هي كالتالي:
أولاً: التوبة على أدم عليه السلام.
ففي هذا اليوم تاب الله على سيدنا أدم عليه السلام و قيل أيضاً أنه هو اليوم الذي أُهبِطَ فيهِ إلى الأرض, و عن توبةِ أبونا أدم يقول الله تعالى: “وعصى أدمُ ربهُ” و يقول تعالى: “ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)”, قال المفسرون: لقَّاهمَا هذه الآية: “رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (261) [سورة الأعراف: 23].
ثانياً: نجى الله نوحاً من الطوفان.
يُذكر أنه في اليوم العاشر من المحرم نجى الله سفينة سيدنا نوح عليه السلام من الطوفان في وقته, حيث يعتبر سيدنا نوح عليه السلام أول رسولً أُرسِلَ إلى قومٍ كفار, وظل يدعوهم إلى الاسلام تسع مئة وخمسون سنة, و لكنهم كذبوه و عارضون و ظلّوا يسبونه ويضربونه أحياناً حتي يُغشى عليه من ضربهم له.
ثم أوحى الله تعالى له, حيث قال تعالى: “وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37)”, وحسب المفسرون حيث كان قد أمن معه نحو ثمانين شخصاً ما بين رجالً و نساء, و امره تعالى أن يصنع سفينة ويركبها و أن يحمل فيها من قد أمن معه من قبل و أن يأخذ من كل جنس من الكائنات اثنين ذكراً وأنثى, و أرسل الله تعالى ماءً من السماء بغزارة و على خلاف العادة تفجرت الأرض ينابيع و أخرجت ماءً كثيراً لمدة أربعين يوماً, و ارتفع منسوب الماء حتى غطى كل جبال الكون وارتفع الماء فوق منسوب أعلى جبل على الأرض مسيرة خمسة عشر ذراعاً.
وبذلك قد غرق كل الأحياء على الأرض وهم كفارٌ وقتها, و ظل نوح و من امن معه ومن في السفينة ستة أشهر و أياما, وفي هذه المدة أخذتهم السفينة إلى جبل عرفات ثم إلى مزدلفة ثم إلى مِنى الى حيث الجمرات ثم إلى الكعبة أي موضعها وطافت به سبعاً ثم بين الصفا و المروة سبعاً أي إلى الأماكن التي يدور إليها الحاج حيث مناسك الحج من كل عام.
ثالثاً: نجاة موسى من فرعون.
كما أخبرنا النبي ﷺ انه في يوم عاشوراء “العاشر من محرم” قد نجى الله فيه موسى من الغرق حين لقيه فرعون وجنوده, حيث كان قد لقي من فرعون و أتباعه ما لقي من الأذى, فخرج سيدنا موسى عليه السلام و من امن معه من بني اسرائيل من مصر فلحق به فرعون و جنوده ليبدهم و يقضي عليهم, فلما وصل موسى عليه السلام الى البحر أوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر, فانفلق البحر 12 فِرقاً بين كل فرق طريقاً يبسا, فاجتاز موسى و من كان معه من المؤمنين, و لحق بهم فرعون وجيشه و لكن أغرقهم الله تعالى حيث أمر البحر بأن ينغلق عليهم بعد مرور موسى و من معه من المؤمنين.
قال تعالى: “فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66)”
و حين جاء النبي ﷺ الى المدينة و وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء شكراً لله على أن نجى موسى وبين اسرائيل من فرعون وجنوده, فقال ﷺ: ” نحن أحق بموسى منكم” و أمر بصيامه, محتسباً عند الله تعالى لمن صامه أن يُكفِّر سنة قبله.
رابعاً : غزوة ذات الرِقاع.
في يوم عاشوراء وقعت غزوة ذات الرقاع في السنة الرابعة للهجرة, حيث خرج النبي ﷺ من المدينة و معه من أصحابه سبع مئة مقاتل يريد مقاتلة قبائل من نجد وهم بنو محارب و بنو ثعلبة من بني غطفان, و كانوا قد غدروا بصحابة رسول الله ﷺ و كانوا قد قتلوا سبعين من الدعاة الذين أرسلهم إليهم كي يدعوهم إلى الدين الاسلامي ويعلموهم دينهم.
و لما خرج الرسول ﷺ وصحابته للقاءهم و علم المشركون بذلك وكانوا قد أعدوا العدة, فقذف الله في قلوب المشركين الرعب و أرهبهم ففروا تاركين ورائهم نسائهم وصبيانهم و لم تقع حرب أو قتال و كفى الله المؤمنين القتال و بذلك انتصر المؤمنين على المشركين.
وسميت بغزوة ذات الرقاع بسبب أن الصحابة لفوا على ارجلهم الخِرَق وقطع من القماش بسبب الجراح التي أصابتهم و أصابت أقدامهم بسبب صعوبة جغرافية أرض المعركة المليئة بالحجارة حتي أن أظافر الكثيرين منهم قد تساقطت على الأرض بسبب وعورة الأرض و الحجارة والصخور هناك.
خامساً : استشهاد الإمام الحُسين.
يوم عاشوراء العاشر من محرم لسنة واحد وستين للهجرة, وقعت مصيبة كبرى فظيعة ألَمت بالمسلمين, ففي يوم الجمعة العاشر من محرم قُتِلَ سيدنا الامام أبا عبد الله الحسين ابن علي بن أبي طالب حفيد رسول الله ﷺ ابن بنته السيدة فاطمة الزهراء البتول رضي الله عنهم على أيدي فئة ظالمة.
فاستشهد الامام الحسين وهو ابن ستٍ وخمسين سنة, وهو الذي قال فيه سيدنا رسول الله ﷺ وفي أخيه: “الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة”.
ودعا رسول الله ﷺ للحسن و الحسين فقال: “اللهم إني أُحبهما فأحبهما”, وقال الرسول عنهما: “هما ريحانتاي في الدنيا”.
وروي البخاري, عن عبد الله بن عمر أن رجلاً من أهل العراق سأله عن المُحرِم في الحج الذي يقتل الذباب فقال: أهل العراق يسألون عن قتل الذباب, وقد قتلوا ابن بنت رسول الله ﷺ !!!, وقد قال رسول الله ﷺ: “هما ريحانتاي من الدنيا”.
ويستحب الاكثار من الصيام في هذا الشهر, حيث عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله ﷺ 🙁 أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ. وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ. ( صحيح مسلم، 1163(202)) .
وأفضل الصيام في هذا الشهر هو صيام العاشر منه, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. (صحيح البخاري، 2004 ) . وقد أخرج أحمد من وجه آخر عن ابن عباس زيادة في سبب صيام اليهود له، وحاصلها أن السفينة استوت على الجودي فيه، فصامه نوح وموسى شكرا. ( فتح الباري: (4/291).
فكان صوم عاشوراء في السنة الثانية للهجرة فرضاً على المسلمين جميعا حتى فُرِض صيام رمضان و جُعل صيام عاشوراء بعد ذلك من باب الاستحباب.

فضل صيام يوم عاشوراء
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ، يَعْنِي: شَهْرَ رَمَضَانَ. ( صحيح البخاري، 2006 ). ومعنى ” يتحرى ” أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه. ( فتح الباري: (4/292) ).
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ. ( صحيح مسلم، 1162(196) ).
كما ندعوك لمشاركة المقال مع العائلة و الأصدقاء !!!
المصدر:
- طريق الاسلام
- صيد الفوائد
- المجلة